كاتبة فلسطينية تعيش في واشنطن: أطفالنا ضحايا وليسوا إرهابيين

Newspaper Article
Carol Daniel Kasbari
Carol Daniel Kasbari
+ More
كاتبة فلسطينية تعيش في واشنطن: أطفالنا ضحايا وليسوا إرهابيين
Written: By S-CAR
Author: Carol Daniel Kasbari
Publication: Alquds
Published Date: November 18, 2015
URL:

رام الله - "القدس" دوت كوم - ترجمة خاصة - "كل يوم نسمع عن عملية طعن لإسرائيلي، ونسمع عن اطلاق النار على طفل فلسطيني، والمزيد من عمليات الطعن والقتل. لماذا يقوم أطفال بين سن 11-13 عاماً بالذهاب الى الموت؟"، هذا ما تساءلت عنه كاتبة فلسطينية تعيش في الولايات المتحدة، في مقال نشره موقع صحيفة "هآرتس" باللغة الانجليزية، اليوم الأربعاء.

وقالت الكاتبة كارول كسبري، "لا نبحث عن مبررات او اسباب منطقية، ولكن نستطيع ان نضع أنفسنا مكان هؤلاء الأطفال، وان نحاول فهم ما الذي يفكرون به. اتمنى ان يتوقفوا عن ذلك، من اجل مصلحتهم، وان يفكروا في طريقة اخرى ليظهروا فيها للعالم ان ارواحهم مهمة، وانهم موجودون".

وتساءلت الكاتبة كسبري؛ "ما هو الثمن الذي يستعد الفلسطينيون لدفعه مقابل تحرير ارضهم؟ لماذا قرر هؤلاء الأطفال الذهاب في طريق القتال من اجل الحرية في هذا الوقت؟".

وأضافت، "ربما أدركوا فجأة ان قيادتهم وعائلتهم ومدرستهم لن تؤمن لهم المستقبل او تحميهم من الحاضر. أو ربما يئسوا من عدم قيام اي احد بمحاسبة المستوطنين الاسرائيليين او الجيش الاسرائيلي بسبب عمليات الارهاب والعنف التي تمارس بحقهم. فعلى سبيل المثال، أصبح الطفل الشهيد محمد أبو خضير رمزاً بالنسبة لهؤلاء الاطفال، فهو الضحية الذي فشل العالم في اخذ حقه".

وأشارت الصحيفة إلى ان هؤلاء الاطفال هم الضحايا الحقيقيون لهذا الصراع. فهم ليسوا ارهابيين، لكنهم لا يملكون اي أمل في الحياة، وتم التعامل معهم بوحشية. وكل ما يأملونه اليوم هو الموت على يد جندي خائف او شرطي عنيف لن يتردد في قتلهم للحظة. ما زالوا صغاراً لكنهم يعرفون النظام جيداً، وهم يعلمون جيداً انهم سيخسرون المعركة، وسيقتلون، ويعلمون ان لا احد سينقذهم.

وقالت الكاتبة "هل تستطيع تخيل وصول ابنك الى هذه المرحلة من اليأس والقهر؟ فأنا افضل الموت قبل ان ارى ابني البالغ من العمر 11 عاماً قد وصل الى هذه المرحلة.

وقالت كاتبة المقالة التي تنحدر من مدينة الناصرة "انا كشخص حضرت مئات الاجتماعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأدرك تماماً العملية والديناميكية السياسية التي أدت الى اندلاع اعمال العنف الحالية. وعلى الرغم من العملي لسنوات كثيرة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا انني ما زلت غاضبة ويائسة اتجاه الظلم الاسرائيلي للفلسطينيين. فرؤية سيدة كبيرة في السن تطرد من منزلها الذي عاشت فيه لمدة 70 عاماً امام اعيننا من قبل مستوطنين من اليمين الاسرائيلي المتطرف في حي الشيخ جراح امر مؤلم جداً. ورؤية طرد الفلسطينيين من منازلهم في احياء القدس الشرقية مثل سلوان ورأس العامود واعطائها للمستوطنين المحاطين بالجنود الاسرائيليين يجعلنا نشعر بأن الفلسطينيين يشهدون نكبة جديدة".

وتضيف: يشعر غالبية عظمى من الفلسطينيين اليوم انه لم يكن لهم شريكاً للسلام، وان الاسرائيليين كانوا يتلاعبوا بهم، تحت حجة شركاء من اجل السلام، في الوقت الذي كان النظام يأخد الكثير من اراضيهم وحياتهم.

واعتبرت الكاتبة ان ما يحدث ليست موجة جديدة من اعمال العنف وليست انتفاضة. ما يحدث ليس تحريضا من حماس او فتح او حتى "داعش"، وليس تحريضا من العائلات والمدارس. هؤلاء الأطفال ليسوا بحاجة لأن يتعرضوا لغسيل دماغ، فالحقيقة التي يعيشوا فيها لم تترك لهم اي أمل.

وقالت الكاتبة "إن الوقت حان لقول الحقيقة، هؤلاء الأطفال ليسوا إرهابيين، وهم ليسوا اهدافا. كونوا متعاطفين مع هؤلاء الاطفال، لا تعاملوهم كالوحوش.

واختتم المقال بالقول أنه "يجب على الحكومة الفلسطينية ان تستنكر الهجمات التي يقوم بها الاطفال، واعلان عن حركة مقاومة شعبية سلمية ستقود الشعب الفلسطينيي الى الحرية عاجلاً وليس آجلاً.

 

This article was also published in English on November 17th, 2015, read the article here and in Hebrew on December 3rd, 2015 or read the article here.

S-CAR.GMU.EDU | Copyright © 2017